البعض يعتبرها نوع من الضعف ..
إظهار الرجل الحب لزوجته أمام الآخرين "عيب"
لا يبدو غريبا أن نرى فى المجتمعات الشرقية الزوجة تمشي خلف زوجها في الشارع، أو نرى الزوج عندما يتلقي مكالمة من زوجته علي هاتفه النقال وهو بين أصدقائه سواء فى العمل أو بأى مكان ، يرد على زوجته بكلمات مقتضبة ومبهمة تدعوها إلى إنهاء المكالمة بسرعة، وربما يصل به الأمر إلى أن يكلمها بقسوة وجفاء لأنها اتصلت به وهو وسط أصدقائه .
ولكن غير المألوف هو أن نرى زوجين يمسكان بأيدي بعضهما بكل حب ومودة، أو نرى زوجا يدلل زوجته أمام الناس أو الأقرباء أو الأصدقاء أو يناديها حبيبتي.
لماذا يرى الكثيرون أن حب الزوج لزوجته تهمة يجب نفيها والتنصل منها؟ ولماذا هذه الأزدواجية في التعامل مع الزوجة
خارج البيت وداخله؟
فقد رد محمد فرحات قائلاًًًًً "أنا انسان بدوي وهذه الأمور مرفوضة لدينا، وغير مقبولة في مجتمعنا، وتنكرها عاداتنا وتقاليدنا، وإذا حادثتني زوجتي وأنا مع أصحابي انهي المكالمة بسرعة لكي لا يعلموا من اتصل بي، ولا اتصور أصلا أن أحدث زوجتي أمام أصحابي بشكل رومانسي مع أنني أحبها.
وأنه يخشى بذلك من رد فعل المجتمع أن يطلق عليه إذا شعروا بحبه لزوجته وتقديره لها أنه يقع تحت سيطرتها.
ماجد العنزي متزوج منذ ثلاثة شهور وأنه يحب زوجته ولكن يبدى خوفه من السخرية التى قد يتعرض لها عندما تتصل به زوجته أمام أصدقائه حيث أن الرجل الذي يتحدث مع زوجته بشكل لطيف أمام الآخرين قد يسخرون منه ويعتقدون وربما يقولون عنه أيضاً ضعيف الشخصية ،ويتهمه البعض أنه يخاف من زوجته ، لذلك عندما تتصل بى كاد أكون عنيفا في حديثى معها.
أما مسألة أن أمسك يدها وأنا معها خارج البيت فهذا أمر صعب جدا، لأننا تعودنا أن يتصرف الرجل هكذا مع صديقته لا مع زوجته.
حيث أن هناك عدة أسباب تجعل تصرف الرجل داخل البيت يختلف عن خارجه .
يمثل دور السبع أمام أصحابه لذلك يهاوش زوجته عندما تتصل به وهو معهم.
أما اللعوب أو المغازلجي فيتعمد ان يعامل زوجته بقسوة امام الآخرين، ليرسم لنفسه صورة الرجل القوي امامهم، ولكنه انسان مريض نفسيا.
وأن هناك مشكلة لبعض الرجال حيث أنهم لا يعرفون أن يعبروا عن حبهم، وآخرون يخافون من تسلط الزوجة التي تشعر بحب زوجها لها، ويعتقدون أن تعبير الرجل عن حبه يقلل من رجولته.
ازدواجية الرجل الشرقى
د. فاطمة عياد استاذة علم النفس بجامعة الكويت علقت على ازدواجية الزوج الشرقي في تعامله مع زوجته داخل البيت وأمام الآخرين بقولها "الرجل الشرقي يعتقد أن الرجولة تعني السيطرة على الزوجة، وعدم الأخذ برأيها حتى لو كان صحيحا، لذلك يخجل أن يعتقد الآخرون أن زوجته تتحكم فيه وتسيطر عليه، وهذا بالطبع تفسير خاطئ لمعنى الرجولة وأنها سيطرة وتحكم في الزوجة وتأويل خاطئ للآية القرآنية "الرجال قوامون على النساء"التي يعتقدون أنها تعني أن الرجل أفضل من المرأة وأنه صاحب اليد العليا في العلاقة الزوجية، مع أن التفسير الصحيح للقوامة يعني أن القائم على الآخر يجب أن يرعاه ويحرسه ويكون أمينا عليه، والعلاقة السليمة بين الزوجين يجب أن تضعها في المستوى نفسه لا أن يكون أحدهما فوق الآخر، أو أحدهما يأمر والآخر ينفذ فالعلاقة الزوجية شراكة ترضي مشاعر الطرفين.
كما ترى الدكتورة فاطمة وفقاً لما ورد فى صحيفة "القبس" أن بعض الرجال يخجلون من أظهار حبهم لزوجاتهم أمام الآخرين بسبب تقاليد مجتمعنا الشرقي، وهناك آخرون يخافون من النقد، واحيانا شعور الزوج بالنقص أو الضعف يجعله يحاول أن يبدو بصورة الزوج القوي أو الشديد أمام الآخرين.
وانها تفضل أن يحترم الزوج رأي زوجته وأفكارها، وألا ينتقص منها أمام الآخرين، وأن هذا يرضي الزوجة أكثر من الكلام الجميل والتدليل أمام الناس، الذي أرى أن لا داعي له أمامهم لأن المشاعر شيء ثمين والإنسان دائما يخبئ الأشياء الثمينة عن عيون الآخرين.