(( وتضحكون وتضحك الأقدار ))
’’ قصة من قصص الظلم ’’
تروي صاحبة القصة قصتها فتقول : تزوجته بعد موت زوجته التي خلفت بنتا منه في الرابعة من عمرها ، كان يحب
البنت ويذكر الأم ، وكان ذلك يغيظني منه ، وكم حاولت بشتى الوسائل والحيل أن أصرفه عن ذلك فلم أنجح ، كان
يعتني بابنته عناية فائقة ، حتى إذا مرضت جاء بها في فراشنا ووضعها بيني و بينه ، ويتحسسها بين لحظة وأخرى
ويقول : (( يا خلف أمي وأبي )) . قلت في نفسي : إلى هذا الحد يحبها ويحنو عليها ، وبيَّتُّ مكرا لهذه البنت ،
سوف أقتلها ، ولكن لن أقتلها بإزهاق روحها ، ولكن سأقتلها معنويا ، سأدللها حتى تصبح خرقاء لا تحسن عملا ولا
ترقع ثوبا ، ولا تعرف طبخا ، وسوف أجعلها لا تعرف أي حاجة تحتاجها الأنثى في بيتها ، سأجعل منها امرأة
كسلانة لا تستطيع أن تدبر أمرها . وبدأت بتنفيذ الخطة ، وكان الأب فرحا من معاملتي لابنته ، لأني دللت البنت كما
يظن ، حتى إذا كنا على مائدة الطعام والتفتت إلى الماء وإن كان الماء على السفرة ملأت الكأس يبدي لأسقيها
أو آمر بنتي لتذهب وتأتي بالماء ، ولكن البنت كانت ذكية ، وكان ذلك يغيظني ، وكانت ناجحة في جميع الدروس ، كنت أبغض إليها المذاكرة ، وكنت أوهمها أنها تعبانة لتنام كي لا تراجع دروسها ، ولكنها
كانت لا تحتاج إلى مذاكرة ، لأنها ذكية ، وكانت من المتفوقات دائماً ، وأكملت المرحلة الثانوية بنجاح وتجاوزتها إلى الجامعة وتخرجت من الجامعة ، وجاءها الخاطب ففرحت ، وقلت : (( الآن ))
وأقنعت أباها أن يزوجها ، وقَبِلَ نصيحتي وتزوجت ... ولكم من تزوجت ؟؟ لقد تزوجت من يحبها ويخاف عليها من هبوب الرياح ، تزوجت من هيأ لها كل وسائل الراحة ، فالخدم يملؤون البيت وأمرها ينفذ قبل أن تنطق به ، ولن
تحتاج إلى طبخ ونفخ ، وكانت عيشتها كلها سعادة ، مما زاد في غيظي وملأ قلبي حسرة ، بعد زواجها بسنتين تزوجت ابنتي ، وكان زوجها رجلا شديدا قاسيا سبابا ، حديد المزاج ، بخيلا ، دائم العبوس . إن ابنتي لم تذنب ،
والذنب فعلته أنا ، ولكن الله تعالى عاقبني في ابنتي .